إيمان
شرح مبسط للعقيدة الإسلامية
إيمان
شرح مبسط للعقيدة الإسلامية
محاضرات
الشيخ أحمد عبد السلام
🎙️ (1) العقدية الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🎙️ (2) مميزات العقيدة الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🎙️ (3) أصول أهل السنة في إثبات مسائل العقيدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🎙️ (4) أسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة وعلاجها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🎙️ (5) توحيد الله تعالى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🎙️ (6) أركان التوحيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🎙️ (7) أدلة وجود الله تعالى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان والتوحيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🎥 هل الجنة والنار موجودتان الآن؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموت والقيامة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبادة التفكُّر
📖 كتابات
مقدمة
قيام الساعة، وما أدراك ما قيام الساعة، أنه الحدث الرهيب، واليوم العصيب، إنه ركن من أركان الإيمان، الإيمان باليوم الآخر، «وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ» [البقرة: 177]،
والكافر به كفره عظيم، «وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا» [النساء: 136].
وقال النبي ﷺ: «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» [رواه مسلم: 8].
لا يعلم الساعة إلا الله
الساعة من علم الله الذي لا يعلمه أحد إلا هو، لقد طوى عن جميع الخلق علمها، فلا يطلع عليها أحد، وقد أكثر المشركون السؤال متى الساعة، استبعادًا لوقوعها، وكفرًا بها، «يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ» [الأعراف: 187]. «يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا» [الأحزاب: 63]، ولذلك أمرنا بتفويض علمها إلى الله، كما أمر نبينا ﷺ «قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ».
قال الشنقيطي رحمه الله: إنما صيغة حصر، فمعنى الآية أن الساعة لا يعلمها إلا الله وحده. [أضواء البيان: 6/360]
وقال ابن كثير رحمه الله: أُمر النبي ﷺ إذا سُئل عن وقت الساعة أن يرد علمها إلى الله تعالى، فإنه هو الذي يجليها لوقتها، يعني: يعلم جلية أمرها، ومتى يكون على التحديد؟ لا يعلم ذلك إلا هو تعالى، ولذلك قال: «ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»، يعني: ثقل علم وقتها على أهل السماوات والأرض. [تفسير ابن كثير: 3/518]، يعني: لا يطيقونه لا يستطيعونه.
وقال تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا» [النازعات: 42-45]، قال ابن كثير رحمه الله: أي ليس علمها إليك، ولا إلى أحد من الخلق، بل مردها ومرجعها إلى الله فهو يعلم وقتها على التعيين. [تفسير ابن كثير: 8/318]
قال الشيخ السعدي رحمه الله : ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية بل المصلحة في إخفائها عليهم، طوى علم ذلك عن جميع الخلق، واستأثر بعلمه، فقال: «إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا». [تيسير الكريم الرحمن : 1/910].
وقال تعالى: «إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ» [فصلت: 47]، تقديم الجار والمجرور يفيد الاختصاص والحصر، إِلَيْهِ، يعني: لا إلى غيره، وقال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ» [لقمان: 34] تقديم عنده، فقال: «عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ» يعني: عنده وليس عند غيره.
وقال النبي ﷺ : مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ. [رواه البخاري: 4627]، وتلا الآية، علق ابن عباس ^ على هذا فقال: هذه الخمسة لا يعلمها إلا الله تعالى، ولا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل، لا جبريل ولا محمد ﷺ.
فمن ادعى أنه يعلم شيئًا من هذه فقد كفر بالقرآن؛ لأنه خالفه، ومن الأحاديث التي تدل على أنه لا النبي ﷺ ولا جبريل يعرفان متى الساعة، لما قال له جبريل : أخبرني عن الساعة ؟ فأجابه ﷺ : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
وقال النبي ﷺ قبل أن يموت بشهر: تسألوني عن الساعة، وإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة. [رواه مسلم: 2538].
نفى النبي ﷺ أن يعلم متى الساعة، لكن أخبرهم عن ساعة القرن الذي هم فيه، فكل البشر الذين كانوا موجودين على عهد النبي ﷺ، قبل موته بشهر كلهم سيموتون في غضون مائة سنة، من ذلك التاريخ.
ومن فوائد هذه المعلومة :
- أنه لو ادعى شخص الصحبة بعد سنة 110هـ، وقال لقيت النبي ﷺ، وجاهدت مع النبي ﷺ، سمعت النبي ﷺ فهو كذاب.
- أن الخضر لو كان موجودًا (كما اعتقد البعض) فقد مات (والراجح أنه أصلاً قد مات قبل النبي ﷺ).
قال ابن كثير: فهذا النبي الأمي سيد الرسل وخاتمهم صلوات الله عليه وسلامه نبي الرحمة، ونبي التوبة، ونبي الملحمة، والعاقب، والمقفى، والحاشر الذي تحشر الناس على قدميه على إثره، مع قوله فيما ثبت عنه في الصحيح من حديث أنس وسهل بن سعد رضي الله عنهما: بعثت أنا والساعة كهاتين وقرن بين أصبعيه السبابة والتي تليها. [رواه البخاري: 6504، ومسلم: 867]
ومع هذا كله أمره الله تعالى أن يرد علم وقت الساعة إليه إذا سئل عنها، «قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ» [الأعراف: 187]. [تفسير ابن كثير: 3/523]
حاول بعض الناس التلاعب بالأحاديث قالوا: إنه هو وجبريل يعلمانها من حديث: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
[رواه مسلم: 9]، قال: كلنا نعلمها، والصواب أنه يعني : لا يعلمها لا سائل ولا مسؤول، وهذا يعم كل سائل وكل مسؤول.
وقال ابن كثير: لم يثبت في حديث عن النبي ﷺ أنه حدد وقت الساعة بمدة محصورة، وإنما ذكر شيئًا من علاماتها وأشراطها وآماراتها. [النهاية في الفتن والملاحم: 1/6]
قال السخاوي : كل ما ورد مما فيه تحديد لوقت يوم القيامة على التعيين فإما أن يكون لا أصل له، أو لا يثبت إسناده. [المقاصد الحسنة: 1/693]
كل ادعاء بتحديد تاريخ لأحد أشراط الساعة فهو باطل لا دليل ليه، فلا يعلم أحد متى تقوم الساعة ولا متى أشراطها إلا الله.
حكم من ادعى علم الساعة
من جزم بأن عنده علم الساعة كافر لأنه ادعى شيئًا أختص الله به نفسه.
قال ابن العربي : مقامات الغيب الخمسة التي لا يعلمها إلا الله، من ادعى علمها فقد كفر.. . [أحكام القرآن: 3/431]
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : من يدعي معرفة علم شيء من المغيبات فهو إما داخل في اسم الكاهن أو مشارك له في المعنى، فيلحق به. [انظر: فتح المجيد: 299]
علم الساعة استأثر الله به لا يجوز تعيينه، ولا اعتقاد أن أحدًا يعلمه، وإذا عرفت هذه الحقيقة تعرف أن الاشتغال بالبحث في هذا الموضوع إضاعة وقت، والذين ألفوا فيه يشغلون أنفسهم ويشغلون الناس بالترهات.
أشراط الساعة
- الأشراط جمع شَرَط (بفتح الشين والراء)، والشَرَط : العلامة، «فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا» [محمد: 18]، يعني: أماراتها وعلاماتها.
- الساعة تطلق على جزء من أجزاء الليل والنهار، وتطلق على القيامة، وفي كتاب الله الساعة : الوقت الذي تقوم فيه القيامة.
ومعنى أشراط الساعة : علامات القيامة.
تنقسم أشراط الساعة إلى أشراط صغرى، وأشراط كبرى:
أولًا : الأشراط الصغرى :
- يبدأ حدوثها قبل قيام الساعة بأزمان متطاولة، فبعثة النبي ﷺ أول أشراط الساعة، ومضى عليه أكثر من ألف وأربعمائة وعشرين سنة، وبعض الأشراط حدثت في عهده، وبعضها حدثت بعد عهده، وبعضها وقع في زماننا المتأخر.
- أشراط الساعة الصغرى تتوالى على مدى طويل.
- من نوع الأمور المعتادة، مثل : ظهور الجهل، ظهور الزنا، وليست من الخوارق أو العجائب التي يذهل فيها الناس إذا وقعت.
ثانيًا : الأشراط الكبرى :
- تتعاقب وراء بعض كحبل خرز انقطع، فترى الخرزات تتوالى مثل المسبحة إذا انقطعت تتوالى.
- أشياء غير معتادة الوقوع ولا يتخيلها الناس، مثل: خروج يأجوج ومأجوج فيمسحون الأرض، ويشربون بحيرة طبرية، والدجال والخوارق التي معه.
الإيمان بأشراط الساعة من الإيمان بالغيب
فالذي يؤمن بالغيب سيؤمن بالساعة، وبأشراطها، وأول صفة للمؤمنين في سورة البقرة: «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» [البقرة: 3].
قال الطحاوي رحمه الله: ونؤمن بأشراط الساعة من خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم من السماء، ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض من موضعها. [العقيدة الطحاوية: 1/59]
وقال أبو حنيفة رحمه الله بعد أن ذكر عددًا من علامات يوم القيامة : وسائر علامات يوم القيامة على ما وردت به الأخبار الصحيحة حق كائن، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. [الشرح الميسر على الفقهين الأبسط والأكبر: 1/72].
ثمرات الإيمان بأشراط الساعة
1- تحقيق ركن من أركان الإيمان الست (الإيمان بالغيب).
2- تثبيت الإيمان وتقويته وزيادته، وذلك أنك إذا آمنت بها ورأيت وقوع بعض الأشراط الصغرى ازددت يقينًا وإيمانًا.
3- إثبات المزيد من دلائل نبوة محمد ﷺ.
4- في ذلك تلبية لشيء من الحاجة البشرية في الاطلاع على أمور المستقبل.
5- التعامل مع الأشراط بالطريقة الشرعية، وتهيئة النفس لما سيكون.
قال السفاريني رحمه الله: مما ينبغي لكل عالم أن يبث أحاديث الدجال بين الأولاد والنساء والرجال، ولاسيما في زماننا هذا الذي اشرأبت فيه الفتن، وكثرت فيه المحن، واندرست فيه معالم السنن. [لوامع الأنوار البهية: 2/106]
6- بث الأمل في نفوس المسلمين وتقوية عزائمهم؛ لأن من أشراط الساعة ما فيه بيان نصر الإسلام، وأنه يعم الأرض.
7- بيان لأحكام شرعية، ومسائل فقهية خاصة بهذه العلامات مثل الأيام الأولى الطويلة عند خروج الدجال (يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة) قال الصحابة رضي الله عنهم : يا رسول الله، أتكفي فيها صلاة يوم ؟ قال: لا، أقدروا له قدره. [رواه مسلم: 2937]
8- حث النفس على طاعة الله، والاستعداد ليوم الحساب :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : بادِرُوا بالأعْمالِ سِتًّا : طُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها أوِ الدُّخانَ أوِ الدَّجَّالَ أوِ الدَّابَّةَ
أوْ خاصَّةَ أحَدِكُمْ أوْ أمْرَ العامَّةِ. [مسلم : 2947] (خاصَّةَ أحَدِكُمْ : الموت، أمْرَ العامَّةِ : الساعة)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والحكمة في تقدم الأشراط إيقاظ الغافلين، وحثهم على التوبة، والاستعداد. [فتح الباري: 11/350].
9- التحفيز على العمل للإسلام، والسعي لتمكين دين الله في الأرض، قبل أن يحدث ما يمنع.
ضوابط التعامل مع الفتن وأشراط الساعة
1- الحلم، والتثبت، والتأني، وعدم العجلة والطيش.
2- لا يستنكر توقع حصول شيء من أشراط الساعة بالشروط الشرعية إذا تعاقبت المقدمات الموافقة للأخبار النبوية.
3- ترقبها لا يؤثر على واجب الوقت وتكاليف الشرع، فيجب أن نؤديها.
4- الانتباه إلى النسبية الزمانية عند الكلام عن اقتراب الساعة:
فما ورد في نصوص الوحيين من قرب قيام الساعة وظهور أماراتها لا يعني أنها ستقع غدًا أو بعد غد أو قريبًا جدًا.
عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: إنما أجلكم في أجل من خلى من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس. [البخاري: 5021]
إذًا .. الفترة الزمنية لهذه الأمة بالنسبة للأمم السابقة كفترة ما بين العصر إلى المغرب بالنسبية لبقية النهار، فإذا كان النهار مثلاً طوله 12ساعة فرضًا، ومن العصر إلى المغرب ساعتين فرضًا، فنحن اثنين إلى اثنا عشر مثلاً، والمراد بالتشبيه التقريب، يعني كما قال العلماء: أن مدة عمر هذه الأمة بالنسبة للأمم السابقة الخُمس.
5- أنه لا يمكن إسقاط النصوص التي يتطرق إليها الاحتمال على واقع معين إلا بعد وقوعها وانقضائها.
6- حصر مصادر التلقي فيما هو حجة شرعية، وإهدار ما عداه، فنبحث عن نص صحيح، ولا نعتمد على حديث ضعيف.
7- إذا أُشْكِل علينا فهم نص من النصوص نكله إلى عالمه، قال الله تعالى: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ». [النساء: 83]
وعن أنس بن مالك أن رجلاً سأل النبي ﷺ : متى تقوم الساعة ؟ فسكت رسول الله ﷺ هنيهة، ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة، فقال: إن عمر هذا يعني: هذا الغلام لو عاش طويلاً، لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة، قال أنس: ذاك الغلام من أترابي يومئذ (في مثل سني). [رواه مسلم : 2953]
معنى (لم يدركه الهرم) : ما يصل إلى السبعين سنة ثمانين سنة إلا وتقوم الساعة.
مات الغلام منذ زمن، ولم تقم الساعة، ماذا نفعل بهذا النص؟
إذا أشكل عليك قل: الله أعلم. فإذا بحثت وقرأت في شروح العلماء وجدت أن المقصود بساعة الغلام، وساعة القوم الذين كانوا موجودين أي : موتهم، وليس المقصود قيام الساعة الكبرى، لأنك تقول الآن فلان جاءت ساعته، أي : موته ومنيته.
8- لا نعطل السنن والأسباب بحجة انتظار الفرج المذكور في بعض أشراط الساعة.
صور العبث بأشراط الساعة
وقع في هذا الباب من الأشياء الغريبة العجيبة المضحكة التافهة، وشاع في السنوات الأخيرة ظاهرة الإلحاح في محاولة المطابقة بين النصوص الواردة في أحداث آخر الزمان من الفتن والملاحم وأشراط الساعة، وبين بعض الوقائع المعاصرة والمتوقعة.
وقد اتخذ العبث بأشراط الساعة مظاهر عدة، وصورًا كثيرة فمن ذلك:
1- تكذيب النصوص الصحيحة، وهذا فعله بعض الناس كرد أحاديث المهدي بحجة أنها ضعيفة أو أنها ليست متواترة.
2- إبطال معاني الأحاديث الصحيحة بالتأويل الفاسد، كمن فسر أحاديث الدجال بأن المراد منها الحضارة الغربية وبالتحديد أمريكا،لأن الأحاديث فيها أنه يمسح الأرض، وهؤلاء مسحوها بحاملات الطائرات، ومرسوم على الدولار عين واحدة، فهو أعور، وأن هذه العين هي التي في الدجال، وأن الفتنة هي فتنة الاختراعات والتكنولوجيا،
3- الاستدلال بما لا يصلح دليلاً كالإسرائيليات كما تقدم.
4- تكلف بعضهم اصطناعة الأشراط وإيجادها في الواقع عنوة كم ادعى أنه المهدي.
5- الابتهاج بانتشار الظلم في الأرض، وتمني ذلك بحجة أنه يعجل بخروج المهدي الموعود.
6- الجزم بوقائع المستقبل، وتحديد تواريخ معينة للأشراط أو الفتن أو الملاحم لم ترد في الأدلة.
7- الجزم بأن ملاحم وفتن آخر الزمان تبدأ بالحرب العالمية الثالثة.
حكم الاعتماد على الإسرائيليات
الإسرائيليات على ثلاثة أنواع :
- قسم علمنا صحته بما في أيدينا من القرآن والسنة، فالقرآن والسنة يغنياننا عنه.
- قسم علمنا كذبه قطعًا لمخالفته للقرآن والسنة، لا تجوز روايته إلا لتبيين كذبهه.
- قسم مسكوت عنه لا من هذا ولا من هذا، فلا نؤمن به ولا نكذبه، لاحتمال أن يكون حقًا أو باطلاً .
الجهل سبب الوقوع في الغرائب
اقتحم كثير من الجهلة هذا الميدان، وألفوا كتبًا في أشراط الساعة، وفي المسيح الدجال، وقد يعتمد بعضهم على روايات
في كتب غير موثوقة، (ككتب الفتن لنعيم بن حماد المروزي)، وعلى أحاديث ضعيفة وموضوعة.
📋 مقدمة عن البرزخ والموت
أنواع الدور التي يمر بها الإنسان
اقتضت حكمة الله تعالى أن جعل لنفوس الخلق أربع دور، كل دار أعظم من التي قبلها :
الدار الأولى : في بطن الأم (الظلمات الثلاث).
الدار الثانية : الدنيا التي نشأت فيها، وألفتها، واكتسبت فيها الخير والشر، وأسباب السعادة والشقاوة.
الدار الثالثة : البرزخ، وهي أوسع وأعظم وأطول.
الدار الرابعة : دار القرار إما إلى الجنة، وإما إلى النار، ولا دار بعد ذلك.
وقد جرت سنة الله تعالى أن ينقل خلقه طبقًا بعد طبق، حتى يبلغهم الدار الأخيرة التي لا دار بعدها: «فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ» [الشورى: 7]، ولكل نفس في كل دار حكم وشأن، فتبارك الله ذو الجلال والإكرام.
أهمية معرفة حياة البرزخ
الحديث عن البرزخ هو حديثعن كل ما يتعلق بالموت وما بعده إلى قيام الساعة، هذه حياة طويلة فيها أحداث عظام، وفيها أشياء جسام ينبغي أن نتعرف عليها.
المقصود بالبرزخ
البرزخ في كلام العرب هو : الحاجز والحد بين الشيئين، قال تعالى : «وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا» [الفرقان: 53] أي: حاجزًا.
والبرزخ في موضوعنا هو : الدار التي تعقب الموت إلى البعث، وهو يبدأ بالموت.
الأدلة على حياة البرزخ
قال تعالى: «وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» [المؤمنون: 100].
قال أبو صالح وغيره من المفسرين: «وَمِن وَرَائِهِم» يعني: أمامهم.
وقال مجاهد: البرزخ: الحاجز ما بين الدنيا والآخرة.
وقيل: البرزخ المقابر، لا هم في الدنيا ولا في الآخرة، فهم مقيمون ينتظرون : «أَيَّانَ يُبْعَثُونَ» [النحل: 21]. [تفسير القرآن العظيم: 5/494].
إن قوله تعالى: «وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ» [المؤمنون: 100] تهديد لهؤلاء المحتضرين الظلمة بعذاب البرزخ؛ كما قال: «مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ» [الجاثية: 10]، «وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ» [إبراهيم: 17]، أمامهم سيقدمون عليه.
المقصود بالموت
الموت : هو ضد الحياة، ويطلق في لغة العرب على "السكون"، وكل ما سكن فقد مات.
الحياة الإنسانية تتعلق بالروح عندما تنفخ في الجنين وهو في جسد أمه، والموت هو مفارقة الروح للبدن، وهذه تترتب عليها أحكام من وجوب الغسل، والتكفين، والصلاة، والدفن، وقسم الميراث، وعدة الزوجة.. .
متى يكون رفع أجهزة الإنعاش عن المحتضر ؟
إذا تيقن الأطباء من موته، وللموت علامات : كانقطاع النفس، ودقات القلب، والبرودة، واليبوسة، وارتخاء الفك، والمفاصل، وجحوض العينين، وشخوص البصر، فإذا تيقن بالموت بدأت أحكام الموت.
النوم شبيه الموت
قال تعالى : «وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ » [الأنعام: 60]، ولذلك يسمي العلماء النوم : الوفاة الصغرى، فالنوم وفاة، والقيام من النوم: بعث ونشور، وهذا معنى الآية: «ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ».
قال ابن كثير رحمه الله : إنه يتوفى عباده في منامهم بالليل، وهذا هو التوفي الأصغر؛ كما قال الله تعالى : «إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ» [آل عمران : 55]، [تفسير القرآن العظيم : 3/266].
في بعض التفاسير : منيمك ورافعك إلي، يرفعه وهو نائم. [ينظر: جامع البيان في تأويل القرآن: 6/455]
فإن روح عيسى لم تخرج من جسده بعد، وسينزل ليموت في الأرض بعد حين، ويصلي عليه المسلمون.
القيامة الصغرى : هي الموت، فمن مات قامت قيامته، وحان حينه أما التوفية الكاملة فيوم القيامة .
دار الجزاء الأول : هي القبر والبرزخ، وفي البرزخ يوجد جزاء وتنعيم وتعذيب، والموت وما بعده برزخ بين الدنيا والآخرة.
وفي هذه القيامة يكون العبد وحده، عندها يقال له: «وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» [الأنعام: 94]، وفيها يقال له: «كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا» [الإسراء: 14].
أنواع الساعات :
1- الساعة الكبرى : بعث الناس للمحاسبة.
2- الساعة الوسطى : موت أهل القرن الواحد.
3- الساعة الصغرى : موت الإنسان الواحد، فساعة كل إنسان موته.
حتمية الموت على كل المخلوقات
الموت حتم لازم، لا مناص منه لأهل السماوات والأرض (حتى الملائكة) إلا من شاء الله، قال الله تعالى: «كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» [القصص: 88]، «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ» [الرحمن: 26]، «كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ» [آل عمران: 185]
«وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ» [الزمر: 68]
كان من دعاء النبي ﷺ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بعِزَّتِكَ - لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ - أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الَّذي لا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ . [رواه البخاري: 7383]
ينادي الله سبحانه : «لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ» [غافر: 16]؟ فلا يجيبه أحد؛ لأن الخلق كلهم ماتوا، فيجيب نفسه سبحانه :
«لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ» [غافر: 16].
- (إلا ما شاء الله) قيل : الحور العين، والولدان المخلدون في الجنة، لا يموتون بنفخة الموت، نفخة الصعق.
والموت أجله محدد
جرى بذلك القلم في اللوح المحفوظ، وكتبته الملائكة الكرام، والمرء في بطن أمه كُتب أجله، فلا يتأخر، ولا يتقدم، سواء مات حتف أنفه، أو غرق، أو احترق، أو أكله سبع، أو قتل بيد عدو، ونحو ذلك من الأسباب، قال تعالى : «وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّه كِتَابًا مُّؤَجَّلاً» [آل عمران: 144]، «إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ» [يونس: 49].
«أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ» [النساء: 78].
عمر الإنسان محدد
قال رسول الله ﷺ : كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. [رواه مسلم: 6919].
حكم الدعاء بطول العمر
- هذا الدعاء لا أثر له، فالعمر مكتوب ومُقدَّر، سواء دعوت بطوله أو لا، كما أن الداعي بطول العمر لا يدرى هل في طوله خير له أو شر عليه وعلى الناس.
- لا بأس بالدعاء بطول العمر مقيدًا، قال النبي ﷺ لأنس : اللهمَّ أكثرْ مالهُ و ولَدَهُ ، و أَطِلْ حَياتَهُ و اغفرْ لهُ. [صحيح الأدب المفرد : 653].
كيف يكون العمر مكتوبًا وهناك أعمال تطول العمر ؟
قال تعالى : {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39]
وقال ﷺ : مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ (يعني: يُطوِّلُ اللهُ في عُمرِه)، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ. [البخاري: 5985، ومسلم: 6688].
الراجح أن الزيادة حقيقية في الأجل المكتوب في صحف الملائكة، وليست الزيادة للأجل المكتوب في اللوح المحفوظ.
هل يمكن أن يموت إنسان قبل أجله ؟
وقال تعالى : {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}. [الأعراف: 34]
قال النبي ﷺ : كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ.. . [رواه مسلم: 6919]
قال ابن تيمية رحمه الله : المقتول كغيره من الموتى، لا يموت أحد قبل موته، ولا يتأخر أحد عن أجله، بل سائر الحيوان والأشجار لها آجال لا تتقدم ولا تتأخر، فإن أجل الشيء هو نهاية عمره، وعمره مدة بقائه.. . [مجموع الفتاوى: 8/516]
والله يعلم ما كان قبل أن يكون وقد كتب ذلك، فهو يعلم أن هذا يموت بالمرض أو الهدم أو الغرق أو السم أو السيف أو غير ذلك من الأسباب، فالعمر ينتهي بسبب الموت، ويموت الإنسان بعد انتهاء عمره كاملًا.
وقت الموت من الأمور الغيبية
وقت الموت بالنسبة لنا مجهول، وهو من الغيب الذي لم يطلعنا الله عليه: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} [الأنعام: 59]، وقال : {فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن: 26]، وقال : { قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65].
وجوب الإيمان بالموت وما بعده
الإيمان بالموت شعبة من شعب الإيمان باليوم الآخر، وقد قال النبي ﷺ : لا يؤمِنُ عبدٌ ، حتَّى يُؤْمِنَ بأربعٍ : يشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنِّي رسولُ اللَّهِ ؛ بعثَني بالحقِّ ويؤمنُ بالموتِ وبالبعثِ بعدَ الموتِ ويؤمِنُ بالقدَرِ. [أخرجه الترمذي (2145) وصححه الألباني].
الموت نقص وضعف
الله سبحانه هو الحي القيوم الذي لا يموت، وكل شيء يموت فهو ضعيف، قال تعالى : {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ}. [الرحمن 26 – 27]
الاستعداد للموت
وعن البراء رضي الله عنه قال: كنَّا معَ رسولِ اللَّهِ ﷺ في جِنازةٍ، فجلسَ على شَفيرِ القبرِ، فبَكَى، حتَّى بلَّ الثَّرى، ثمَّ قالَ: يا إِخواني لمثلِ هذا فأعِدُّوا. [أخرجه ابن ماجه (4195) بلفظه، وأحمد (18601)، وحسنه الألباني]
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ ﷺ فقال: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني وأوجِزْ، قال : إذا قُمْتَ في صلاتِكَ، فصَلِّ صلاةَ مُودِّعٍ. [صحيح ابن ماجة : 3381 ]
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخَذَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ بمَنْكِبِي، فَقَالَ: كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ.
وكانَ ابنُ عُمَرَ يقولُ: إذَا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وإذَا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. [رواه البخاري : 6416 ]
قال النبي ﷺ : أكثروا ذكرَ هاذمِ اللَّذاتِ : الموتِ ؛ فإنَّه لَم يذْكُرْه أحدٌ في ضيقٍ مِن العَيشِ إلَّا وسَّعَه علَيهِ ، و لا ذَكرَه في سَعةٍ إلَّا ضيَّقَها عليهِ. [صحيح الجامع 1211]
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يجمع العلماء، فيتذاكرون الموت، والدار الآخرة، فيبكون كأن بين أيديهم جنازة. [التذكرة، ص: 8]
ما يبقى بعد موت الميت
قال النبي ﷺ : يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنانِ ويَبْقَى معهُ واحِدٌ: يَتْبَعُهُ أهْلُهُ ومالُهُ وعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أهْلُهُ ومالُهُ، ويَبْقَى عَمَلُهُ. [رواه البخاري: 134، ومسلم: 7613].
وقال النبي ﷺ : إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له. [مسلم : 1631 ]
نار جهنم
نار الدنيا ونار الآخرة
قال تعالى : {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}. [الأعلى: 12]
قال الحسن: الكبرى نار الآخرة، والصغرى نار الدنيا. [تفسير القرطبي : 20/21]
وقال النبي ﷺ : نَارُكُمْ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا مِن نَارِ جَهَنَّمَ، قيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قالَ: فُضِّلَتْ عليهنَّ بتِسْعَةٍ وسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا. [البخاري: 3265، ومسلم:7344].
وعند أحمد : وضربت بالبحر مرتين، ولولا ذلك ما انتفع بها أحد. [أحمد: 7323، وصححه الألباني].
قال عن نار الدنيا: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ} [الواقعة: 73]، {لِّلْمُقْوِينَ} : للمسافرين.
نفس جهنم
قال النبي ﷺ : اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتَاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ. [البخاري: 3260، ومسلم: 617]
قال ﷺ : إذَا كانَ الحَرُّ، فأبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ. [مسلم:617 ]
وقال ﷺ : الْحُمَّى مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، فابْرُدُوها بالماءِ. [البخاري : 3263، ومسلم : 2210]
(من فيح جهنم) : يعني من شدة غليانها وتنفسها.
وقال ﷺ: الحمى حظ المؤمن من النار. [الطبراني في الأوسط: 7540، وصححه الألباني].
مجيء النار يوم القيامة وصفة ذلك
قال تعالى : {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ}. [الفجر: 23]
قال النبي ﷺ : يُؤْتَى بجَهَنَّمَ يَومَئذٍ لها سَبْعُونَ ألْفَ زِمامٍ، مع كُلِّ زِمامٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها. [مسلم: 2842]
يؤتى بجهنم : من المكان الذي خلقها الله فيه، إلى أرض المحشر، ليراها الناس، ترهيبًا لهم.
الزمام : ما يُشد به البعير من حبل، ونحوه.
وقال النبي ﷺ : يُؤْتَى بجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأنَّهَا سَرَابٌ. [البخاري: 7439]
السراب : يتراءى للناس في الأرض القفر وسط النهار في الحر الشديد لامعًا مثل الماء، وهو لا شيء.
فالكفار يؤتون جهنم، وهم عطاش، فيحسبونها ماءً، فيتساقطون فيها.
تأتي أهلها بغتة، فتبهتهم وترعبهم وتفزعهم، {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ}. [الأنبياء: 39 - 40].
{وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} : لا يؤخر عنهم ذلك ساعة واحدة. [تفسير ابن كثير : 5/343]
النار ترى وتتكلم
قال تعالى : {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}. [الفرقان: 12]
وقال تعالى : {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ}. [ق: 30]
قال النبي ﷺ: تَخرجُ عنقٌ منَ النَّارِ يومَ القيامةِ لَها عَينانِ تُبْصِرانِ ، وأذُنانِ تسمَعانِ ، ولِسانٌ ينطِقُ ، يقولُ : إنِّي وُكِّلتُ بثلاثةٍ : بِكُلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ، وبِكُلِّ مَن دعا معَ اللَّهِ إلَهًا آخرَ ، وبالمصوِّرينَ. [الترمذي:2574، وصححه الألباني]
وفي الحديث : اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا. [البخاري: 3260، ومسلم: 617]
طبقات النار
قال تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ}. [الحجر: 44]
عن عكرمة قال : سبعة أطباق. [الدر المنثور في التفسير بالماثور: 8/620]
وقال تعالى: {لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ}. [الزمر: 16]
الظلل : طبقات النار تلتهب عليهم.
قال الشنقيطي -رحمه الله- : ومعلوم أن النار طبقات بعضها أشد من بعض. [أضواء البيان:8/231]
دركات النار
قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}. [النساء: 145]
الدرك : أقصى قعر الشيء.
أسماء النار
كثرة أسماء الشيء تدل على عظمته.
1- النار : قال تعالى : {فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} [البقرة: 81]، {وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: 131]
2- جهنم : لبعد قعرها، قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ} [فاطر: 36]
3- لظى : لشدة توقدها وتلهبها، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى} [المعارج: 15]، وقال تعالى: فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى[الليل: 14]
4- سقر : قال تعالى : {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} [المدثر: 26] يعني سأدخله سقر.
وقال تعالى : {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}. [القمر: 48] أي : ذوقوا ألمً النار وغيظها ولهبها.
5- الحطمة : لأنها تحطم العظام وتكسرها، قال تعالى: {كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} [الهمزة: 4 - 6].
وفي الحديث : فيُحْشَرُونَ إلى النَّارِ كَأنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيَتَسَاقَطُونَ في النَّارِ. [البخاري: 4581، ومسلم: 472].
6- الجحيم : لعظمها وشدة لهبها، قال تعالى: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} [التكوير: 12].
7- السعير : قال تعالى: {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]، أي عذابًا أليمًا حارًا لا يطاق في نار جهنم.
وقال تعالى: {وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ}. [الملك: 5]
8- الهاوية : يبعد قعرها، قال تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة: 9 - 11].
قال ابن كثير: وإنما قيل للهاوية: أمه؛ لأنه لا مأوى له غيرها. [تفسير ابن كثير : 8/468].
9- السموم : قال تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}. [الطور: 27]
قال السعدي : العذاب الحار الشديد حره. [تفسير السعدي : 815]
وقال ابن عاشور : أصْلُهُ اسْمُ الرِّيحِ الَّتِي تَهُبُّ مِن جِهَةٍ حارَّةٍ جِدًّا فَتَكُونُ جافَّةً شَدِيدَةَ الحَرارَةِ وهي مَعْرُوفَةٌ في بِلادِ العَرَبِ تُهْلِكُ مِن يَتَنَشَّقَها. [التحرير والتنوير: 27/69]
بُعد قعرها عن شفيرها
عن أبي هريرة : كُنَّا مع رَسُولِ اللهِ ﷺ إذْ سَمِعَ وَجْبَةً، فَقالَ النَّبيُّ ﷺ : تَدْرُونَ ما هذا ؟ قالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: هذا حَجَرٌ رُمِيَ به في النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَهو يَهْوِي في النَّارِ الآنَ، حتَّى انْتَهَى إلى قَعْرِهَا. وفي رواية: هذا وَقَعَ في أَسْفَلِهَا، فَسَمِعْتُمْ وَجْبَتَهَا. [مسلم: 2844]
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : والَّذي نَفسي بيدِه إنَّ بعدَ ما بين شَفيرِ النَّارِ إلى أن يَبلغَ قعرَها كصَخرةٍ زِنَةَ سَبعِ خَلِفاتٍ بشُحومِهِنَّ ولُحومهِنَّ وأولادهِنَّ ، تَهوي فيما بينَ شفيرِ النَّارِ إلى أن تَبلغَ قَعرَها سَبعينَ خريفًا. [صحيح الترغيب : 3674]
عظم أجساد أهلها
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال : ما بيْنَ مَنْكِبَيِ الكافِرِ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ للرَّاكِبِ المُسْرِعِ. [البخاري:6551، ومسلم: 2852]
تتضخم أجسامهم جداً، وتكبر مساحتها ليعظم العذاب.
المنكب : مجتمع العضد والكتف.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : ضَرسُ الكافرِ يومَ القيامةِ مِثلُ أُحُدٍ ، و عَرضُ جلدِه سبعون ذراعًا ، و عَضُدُه مثلُ البيضاءِ ، و فَخِذُه مثلُ وَرْقانٍ ، و مقعدُه في النَّارِ ما بيني وبين الرَّبَذَةِ. [صحيح الجامع : 3890 ]
الذراع : يُقدَّرُ طولُه ما بين 46 إلى 61 سم
البيضاءِ : قيل هو جَبَلٌ، يبْعُدُ عن المدينَةِ حوالي 30 كم.
ورقان : جَبَلٌ أسْوَدُ على يَمينِ المارِّ منَ المدينَةِ إلى مكَّةَ يبْلُغُ ارتفاعُهُ 2400 قَدَمٍ عن سطْحِ البَحْرِ.
الرَّبَذَةِ : قَرْيةٌ أَثَريةٌ على بُعْدِ 170 كم من المدينة.
رغم ذلك تطلب النار الزيادة : {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ} [ق : 30].
قال النبي ﷺ : لا تَزالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ : {هلْ مِن مَزِيدٍ}، حتَّى يَضَعَ فيها رَبُّ العِزَّةِ، تَبارَكَ وتَعالَى، قَدَمَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، وعِزَّتِكَ ويُزْوَى بَعْضُها إلى بَعْضٍ. [البخاري (4850)، ومسلم (2848) واللفظ له]
ضيق النار على أهلها
قال تعالى : {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13].
وقال : {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} [المطففين: 7]، أي : لفي حبس وضيق شديد. [تفسير القرطبي: 19/ 258].
فمع ضخامة جهنم، وضخامة أهلها، فهي ضيقة على أهلها، وضيقها يشمل الباطن والظاهر؛ لأن قلبوبهم ونفوسهم تضيق، وكذلك المكان ضيق عليهم، فيصيبهم من الهم والغم والحسرة في العذاب والنكال ما لا يوصف.
وصف جهنم
1- حولها سرادق من نار
قال الله تعالى : {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: 29]
قال العلماء: السرادق، هو السور، وكل ما أحاط بالشيء من حائط، أو مضرب، أو خباء، أو سور.
وروى الطبري عن ابن عباس قال : {سُرَادِقُهَا} : حائط من نار. [تفسير الطبري في تفسير القرآن: 15/246].
2- سوداء مظلمة
رُويَ عن أبي هريرة موقوفًا أنه قال : لهي أسود من القار، والقار الزفت. [رواه مالك في الموطأ: 1805، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 3670]
وقال قتادة -رحمه الله- : إِنَّ النَّاسَ وَرَدُوا جَهَنَّمَ وَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ.. [تفسير الطبري في تفسير القرآن: 15/607]
3- شديدة الحرارة
قال تعالى {نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة: 11]، أي : شديدة الحر، قوية اللهيب.
وقال تعالى : {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد: 3]، أي : ذات شرر، وإحراق شديد.
وقال النبي ﷺ : ناركم جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم. [رواه البخاري: 3265]
4- لها دخان أسود
قال تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ} [الرحمن: 35]
قال ابن عباس رضي الله عنهما : {نُحَاسٌ} يعني : دخان النار. [تفسير الطبري:22/224]
وقال تعالى: {وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ} [الواقعة: 43]
قال ابن عباس : ظل من دخان. [تفسير ابن كثير : 7/537].
وقال مجاهد : ظل من دخان جنهم، أَسود، وهو اليحموم. [تفسير مجاهد، ص: 429].
وفي الحديث عن النبي ﷺ أنه قال : ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم. [رواه الترمذي: 2311، والنسائي: 3108، وصححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب: 1269].
5- لها لهب وشرر
قال تعالى : {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ}. [المرسلات: 32 - 33]
{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} أي : يتطاير شررها من لهبها كالقصر. [تفسير ابن كثير : 8/299].
{كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} : أي : النوق السود. [الطبري : 581]. أو حبال السفن. [تفسير ابن كثير : 8/300]
وقال تعالى : {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد: 3]، أي : ذات شرر ولهيب، وإحراق شديد.
6- لها زمهرير
قال تعالى عن أهل الجنة : {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} [الإنسان: 13]
وروى أبو نعيم بإسناد عن ابن عباس أن كعبًا قال : إن في جهنم بردا هو الزمهرير، يسقط اللحم حتى يستغيثوا بحر جهنم. [التخويف من النار، ص: 100].
وعن ابن مسعود أنه قال: الزمهرير لون من العذاب. [تفسير الطبري في تأويل القرآن: 24/102].
وقال عكرمة: البرد الشديد. [الدر المنثور في التفسير بالماثور: 15/158]
تسجير النار وتسعيرها
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال في حديث الرؤيا الطويلة : فأتَيْنا علَى رَجُلٍ كَرِيهِ المَرْآةِ، كَأَكْرَهِ ما أنْتَ راءٍ رَجُلًا مَرْآةً، وإذا عِنْدَهُ نارٌ يَحُشُّها ويَسْعَى حَوْلَها، وجاء في نهاية الحديث : وأَمَّا الرَّجُلُ الكَرِيهُ المَرْآةِ، الذي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا ويَسْعَى حَوْلَهَا، فإنَّه مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ. [رواه البخاري: 7047]
أوقات تسجير النار وتسعيرها
يوميًا إذا صارت الشمس في وسط السماء قبل وقت الظهر :
عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال : ثُمَّ صَلِّ؛ فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ؛ فإنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الفَيْءُ فَصَلِّ. [مسلم : 832]
تسجر على أهلها بعد دخولهم فيها :
قال تعالى: {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [الإسراء: 97].
وقود النار :
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6].
وقال تعالى : {فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: 24].
قال تعالى : {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: 15]. {الْقَاسِطُونَ} : الجائرون.
قال تعالى : {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98].
تغيظ النار وزفيرها
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} [الأنبياء: 101 - 102].
وقال تعالى : {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان: 12].
وقال تعالى : {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} [الملك: 7 - 8].
حيات النار وعقاربها
النار فيها حيات وعقارب، شديدة اللسع، قال النبي ﷺ: إنَّ في النارِ حيَّاتٍ كأمثالِ أعناقِ البُختِ، تلسَعُ إحداهنَّ اللسعةَ فيجد حرَّها سبعين خريفًا ، وإنَّ في النارِ عقاربَ كأمثالِ البغالِ الْموكفةِ تلسعُ إحداهنَّ اللسعةَ فيجدُ حمْوَتَها أربعينَ سنةً. [صحيح الترغيب: 3676]
البخت : جمال طوال الأعناق.
حمْوَتَها : ألمها.
أودية النار وجبالها
قال تعالى : {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1].
وقال : {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4 - 5].
وقال : {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1].
ورد عن بعض السلف في تفسير الويل : أنه واد في جهنم، ينصب فيه صديد أهل النار. [انظر: التخويف من النار : 117]
قال ﷺ : يُحشَرُ المتَكَبِّرونَ يومَ القيامةِ أمثالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجالِ يغشاهمُ الذُّلُّ من كلِّ مَكانٍ، يُساقونَ إلى سجنٍ في جَهَنَّمَ يسمَّى بولُسَ تعلوهُم نارُ الأَنْيارِ يُسقونَ من عُصارةِ أَهْلِ النَّارِ طينةَ الخبالِ. [صحيح الترغيب : 2911]
الذر : صغار النمل.
قيود النار وسلاسلها وأغلالها ومقامعها
قال تعالى : {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ} [غافر: 70 - 71].
وقال تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا} [الإنسان: 4].
الأغلال : جمع غل، وهو طوق تشد به اليد إلى العنق.
وقال تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا} [المزمل: 12].
الأنكال : القيود. [تفسير الطبري : 23/690]
قال تعالى : {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} [إبراهيم: 49].
الأصفاد : الأغلال والقيود.
وقال تعالى : {وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} [الحـج:21].
مَّقَامِعُ : مطارق، يُضربون بها من حديد أو وهي كالسياط من حديد، رؤوسها معوجة.
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رأيا وجاء فيه : فَانْطَلَقُوا بي حتَّى وقَفُوا بي علَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا هي مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ، له قُرُونٌ كَقَرْنِ البِئْرِ، بيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بيَدِهِ مِقْمعةٌ مِن حَدِيدٍ، وأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بالسَّلَاسِلِ، رُؤُوسُهُمْ أسْفَلَهُمْ، عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِن قُرَيْشٍ. [البخاري: 7028].
قرون البئر : جوانبها التي تبنى من حجارة توضع عليها الخشبة التي تعلق فيها البكرة. [فتح الباري: 12/419]
طعام أهل النار:
1- الزقوم والحميم :
وقال تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} [الصافات: 64- 67].
ومعنى الآية : أنهم يأكلون من الزقوم، ثم يردون الحميم، وهو الماء المتناهي في الحرارة.
{هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: 43- 44].
فيترددون بين جهنم والحميم فمرة إلى هذا، ومرة.
2- المهل :
وقوله تعالى : {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدخان: 43- 46].
قال ابن هشام : المهل كل شيء أذبته من نحاس، أو رصاص، أو ما أشبه ذلك.
وقال تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة:51 - 55].
الهيم، الإبل العطاش. [تفسير الطبري : 23/135]
3- الغسلين : هو ما يسيل من صديد أهل النار [تفسير الطبري : 23/591].
قال تعالى : {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} [الحاقة:35 - 37].
4- الضريع : قيل هو السم أو الحجارة أو شوك النخل.
قال تعالى : {لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ} [الغاشية: 6 - 7]
قال الطبري : الضريع عند العرب: نبت، يقال له: الشبرق، وتسميه أهل الحجاز: الضريع إذا يبس، وهو سمٌ. [انظر: تفسير الطبري: 24/385- 384]
5- طعام له غصة :
قال تعالى : {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} [المزمل:12- 13].
قال الطبري: يغص به آكله، فلا هو نازل عن حلقه، ولا هو خارج منه. [تفسير الطبري: 23/691]
شراب أهل النار
1- الحميم : الحار الذي يحرق.
قال تعالى: {لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ} [يونس: 4].
وقال تعالى: {فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ} [الواقعة: 54]
وقال تعالى: {وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا} [محمد: 15]
وقال تعالى: {يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [الحـج: 19].
وقال تعالى: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: 5]، يعني : شديدة الحر، لا تُستطاع.
وقال تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: 44]، هو الذي قد انتهى غليه، واشتد حره.
في حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال : إِنَّ الحَمِيمَ لَيُصَبُّ على رؤوسِهمْ ، فَيَنْفُذُ الحَمِيمُ حتى يَخْلُصَ إلى جَوْفِهِ فَيَسْلِتُ مافي جَوْفِهِ حتى يَمْرُقَ من قَدَمَيْهِ ، وهوَ ( الصَّهْرُ ) ثُمَّ يُعَادُ كما كَانَ. [صحيح الترغيب : 3679]
2- الغساق : المنتن أو ما سال من صديد أهل النار أو ما يخرج من أبصارهم من القيح والدم.
قال تعالى: {لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ : 24- 25].
3- ماء الصديد : القيح والدم.
قال تعالى: {مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ} [إبراهيم: 16 - 17].
قال النبي ﷺ : إنَّ علَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَن يَشْرَبُ المُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِن طِينَةِ الخَبَالِ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وَما طِينَةُ الخَبَالِ؟ قالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ. [مسلم: 5335]
4- المهل : مثل القيح والدم أسود كعكر الزيت.
قال تعالى: {وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29].
قال الضحاك : أذاب عبد الله بن مسعود فضة، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى المهل فلينظر إلى هذا. [تفسير الطبري: 22/45]
لباس أهل النار
قال تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ} [الحـج: 19].
قال الطبري : يقطع له قميص من نحاس من نار. [تفسير الطبري: 18/590].
قال ابن كثير : أي فصلت لهم مقطعات من نار. [تفسير ابن كثير: 5/406]
قال ابن جبير : من نحاس، وهو أشد الأشياء حرارة إذا حمي. [تفسير ابن كثير: 5/406].
وقال تعالى : {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ} [إبراهيم: 49 - 50].
- السرابيل : القمص، مفردها سربال.
- قَطِرَانٍ : الزفت الأسود وهو أبلغ في الاشتعال.
قال النبي ﷺ : النَّائِحَةُ إذا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِها، تُقامُ يَومَ القِيامَةِ وعليها سِرْبالٌ مِن قَطِرانٍ، ودِرْعٌ مِن جَرَبٍ. [مسلم : 934]
أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة هو أبو طالب :
قال النبي ﷺ : إنَّ أهْوَنَ أهْلِ النَّارِ عَذابًا مَن له نَعْلانِ وشِراكانِ مِن نارٍ، يَغْلِي منهما دِماغُهُ كما يَغْلِ المِرْجَلُ، ما يَرَى أنَّ أحَدًا أشَدُّ منه عَذابًا وإنَّه لأَهْوَنُهُمْ عَذابًا. [البخاري: 6564، ومسلم: 213]
فرش وحصير أهل النار
قال تعالى: {لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 41].
مهاد : فرش من تحتهم
غواش : لُحُف تغطيهم.
وقال تعالى : {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8].
الحصير : المحبس والسجن.
كلمات جامعة في وصف عذاب النار
1- لا ينقطع ولا يخفف : {لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ} [البقرة: 162].
2- باق : {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طـه: 127].
3- أليم شديد : {وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 177].
4- مهين : { فَلهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [النساء: 14].
5- عظيم : {وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} [البقرة: 7].
6- غليظ : {ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} [لقمان: 24].
7- كبير : {وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} [الفرقان: 19].
8- ملازم : {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان: 65].
9- شديد الإحراق : {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الحـج: 22].
10- سعير : {وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7].
11- يصهر ويذيب : {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [الحـج: 20].
12- عذاب ينضج الجلود، ويلفح الوجوه، ويشويها : {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104].
13- يضاعف : {فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ} [الأعراف: 38].